فصل: فصل في الجحوظ:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في الطرفة:

فنقول هي نقطة من دم طري أحمر أو عتيق مائت أكهب أسود قد سال عن بعض العروق المنفجرة في العين بضربة مثلاً أو لسبب آخر مفجر للعروق من امتلاء أو ورم حتى يعتق فيه ومن جملته الصحيحة والحركة العنيفة وربما كان عن غليان الدم في العروق وربما حدث عن الطرفة الضربية خرق لطيف في الحدقة والذي في الملتحمة من الخرق أسلم.
المعالجات: يقطر عليه دم الحمام أو الشفانين أو الفواخت والوراشين وخاصة من تحت الريش وإن كان في الابتداء خلط به شيء من الرادعات مثل الطين المعروف بقيموليا والطين الأرمني. وأما في آخره فيخلط بالمحللات حتى الزرنيج مع الطين المختوم وقد يعالج بلبن امرأة مع كندر والماء المالح وخصوصاً والمدوف فيه ملح أندراني أو نوشادر وخصوصاً إذا جعل فيه مع ذلك الكندر وقطر على العين منه.
وأيضاً شياف دينار دون نافع منه جداً.
ودواء متخذ من حجر الفلفل والأنزروت أجزاء سواء زرنيخ مثل الجميع وقد يخلط بذلك ملح اندراني فيتخذ منه شياف وقد يضمد به من خارج بقلي محرق بالخمر أو بالخل وكذلك فرق الحمام بالخل أو الحمر أو زبيب منزوع العجم ضماداً وحده أو بخل أو بسائر ما قيل وخصوصاً إذا كان ورم.
وكذلك الجبن الحديث والقليل الملح والجبن الحديث وقشر الفجل وإكليل الملك مع دم الأخوين وأصل السوسن وزعفران أو عدس بدهن الورد وصفرة البيض والأكباب على ماء حار طبخ فيه زوفا وسعتر أو التكميد به أو خل طبخ فيه رماد أو نقيع اللبان مع الصبر أو ماء عصفر بري أو نقيع الزعفران أو ماء طبخ فيه بابونج وإكليل الملك أو عصارتهما أو سلاقة ورق الكرنب أو التضميد بورق الكرنب مطبوخاً مدقوقاً.
وللقوي المزمن خردل مدقوق مخلوط بضعفه شحم التيس ضماداً أو زرنيخ محلول بلبن أو رمان مطبوخ في شراب يضمد به أو نانخواة وزوفا بلبن البقر فإن حدث مع الطرفة خرق في الملتحمة مضغت الكمون والملح وقطرت الريق فيه.
وورق الخلاف نافع منه جداً إذا ضمد به.

.فصل في الدمعة:

هذه العلة هي أن تكون العين دائماً رطبة برطوبة مائية فربما سالت دمعة ومنه مولود ومنه عارض.
ومن العارض لازم في الصحة ومنه تابع لمرض إن زال زال كما يكون في الحميات.
والسبب في العارض ضعف الماسكة أو الهاضمة المنضجة أو نقصان من الموق في الطبع أو بسبب استعمال دواء حاد أو عقيب قاطع الظفرة.
ومبدأ تلك الرطوبات الدماغ ويسيل منه إلى العين في أحد الطريقين المتكرر ذكرهما مراراً وما كان مولوداً أو مع استئصال قطع الموق فلا يبرأ وسيلان الدمع الذي يكون في الحميات والأمراض الحادة ويكون بلا علة فيكون لآفة دماغية وأورام دماغية وقد يعرض في الحميات السهرية من حميات اليوم.
وأما في الحميات العفنية المطوية فيكثر وقد يكثر سيلان الدمع في التمدد وهذا كله من جنس ما هو عارض سريع الزوال تابع لمرض إن زال زال معه.
المعالجات: القانون في علاجها استعمال الأدوية المعتدلة للقبض فأما الكائن عقيب قطع الظفرة أو تأكيلها بدواء فيعالج بالذرور الأصفر وأقراص الزعفران وشياف الصبر وشياف الزعفران بالبنج وإن تكحل على الماق نفسه بالكُندر أو بِدخانه خاصةً وبالصبر والماميثا والزعفران وإن كانت قد فنيت واستؤصلت فلا تنبت البتة والكائن لا عن قطع الظفرة فالتوتياء والأكحال التوتيائية خاصة الكحل التوتيائي المذكور في باب البياض وجميع الشيآفات اللزجة والشياف الأبيض والأنزروتي وشياف أصطفطيقان وسائر ما ذكرنا في القراباذين.
ومما حرب فيه الدواء المتخذ من ماء الرمان الحامض بالأدوية وصفة ذلك أن يطبخ الرطل منه على النصف ثم يلقى فيه من الصبر الأسقوطري ومن الحضض ومن الفيلزهرج ومن الزعفران ومن شياف ماميثا من كل واحد مثقال ومن المسك دنقان ويشمس أربعين يوماً في زجاج مغطى.
ومما جرب فيه دخول الحمام على الريق والمقام فيه وتقطير الخلّ والماء في العين كثيراً.
وأما المولود منه فعسر ما يقبل العلاج البتة.
قد يكون الحول لاسترخاء بعض العضل المحركة للمقلة فتميل عن تلك الجهة إلى الجهة المضادة لها وقد يكون من تشنج بعضها فتميل المقلة إلى جهتها.
وكيف كان فقد يكون عن رطربة وقد يعرض عن يبوسة كما يعرض في الأمراض الحادة.
وما يكون السبب فيه تشنج العضل فإنما يكون عن تشنج العضل المحركة فإن تشنجها هو الذي يحدث في العين حولاً.
وإما لتشنج العضل الماسكة في الأصل فلا يظهر آفة بل ينفع جداً.
وكثيراً ما يعرض الحول بعد علل دماغية مثل الصرع وقرانيطس والسَدر ونحوه للاحتراق واليبس أو الامتلاء أيضاً.
واعلم أن زوال العين إلى فوق وأسفل هو الذي يُرِي الشيء شيئين وأما إلى الجانبين فلا يضر البصر ضرراً يعتد به.
المعالجات: أما المولود به فلا يبر اللهم إلا في حال الطفولية الرطبة جداً فربما رجي أن يبرأ خصوصاً إذا كان حادثاً فينبغي في مثله أن يسوّى المهد ويوضع السراج في الجهة المتقابلة لجهة الحول ليتكلف دائماً الالتفات نحوه وكذلك ينبغي أن يربط خيط بشيء أحمر يقابل ناحية الحول أو يلصق شيء أحمر عند الصدغ المقابل أو الأذن وكل ذلك بحيث يلحقه في تأمله وتبصّره أدنى كلفة فربما نجع ذلك التكليف في تسوية العين وإرسال الدم مما يجعل النظر مستقيماً.
وأما الذين يعرض لهم ذلك بعد الكبر والمشايخ ويكون سببه استرخاء أو تشنجاً رطباً فيجب أن يستعملوا تنقية الدماغ بالاستفراغات التي ذكرنا بالأيارجات الكبار ونحوها ويلطفوا التدبير ويستعملوا الحمام المحلّل.
ومن الأدوية النافعة في الحول أن يسعطوا بعصارة ورق الزيتون فإن كان عروضه عن تشنّج من يبس فيجب أن يستعملوا النطولات المرطبة وإذا لم يكن حمى سقوا ألبان الأتن مع الأدهان المرطبة جداً.
وبالجملة يجب أن يرطب تدبيرهم وأن يقطَر في العين دماء الشفانين وأن يضمدوا ببياض البيض ودهن الورد وقليل شراب ويربط يفعل ذلك أياماً.

.فصل في الجحوظ:

قد يقع الجحوظ إما لشقة انتفاخ المقلة لثقل بها وامتلائها وإما لشدة إنضغاطها إلى خارج وإما لشدة استرخاء علاقتها والعضلات الجاحظة لعلاقتها المذكورة والواقع لشدة انتفاخ المقلة لثقلها وامتلائها فإما أن تكون المادة في نفس العين ريحية أو خليطية رطبة وربما كان الامتلاء خاصاً بها وربما كان بمشاركة الدماغ أو البدن مثل ما يعرض عند احتباس الطمث للنساء.
والذي يكون لشدة انضغاطها إلى خارج فكما يكون عند الخنق وكما يكون عند الصُداع الشديد وكما يكون بعد القيء والصياح وللنساء بعد الطلق الشديد للتزحير وربما كان مع ذلك من مادة مالت إلى العين أيضاً إذا لم يكن النفاس نقتاً وربما كان من فساد مزاج الأجنة أو موتها وتعفنها.
وأما الكائن لاسترخاء العضلة فلأن العضلة المحيطة بالعصبة المجوّفة إذا استرخت لم تثقل المقلة ومالت إلى خارج.
والجحوظ قد يكون من استرخاء العضلة فقط فلا يبطل البصر وقد يكون مع انتهاكها فيبطل البصر.
وقد يجحظ العينان في مثل الخوانيق وأورام حجب الدماغ وفي ذات الرئة ويكون السبب في ذلك إنضغاطاً وقد يكون السبب في ذلك امتلاء أيضاً.
وكثر ما يكون مع دسومة ترى وتورم في القرنية.
العلامات: ما كان من مادة كثيرة مجتمعة في الحدقة فيكون هناك مع الجحوظ عظم وما كان من انضغاط فربما كان هناك عظم إن أعانته مادة وربما لم يكن عظم وفي الحالين يحس بتمدد دافع من خلف ويعرف من سببه.
وما كان الاسترخاء العضلة فإن الحدقة لا تعظم معها ولا يحس بتمدد شديد من الباطن وتكون الحدقة مع ذلك قلقة.
المعالجات: أما الخفيف من الجحوظ فيكفيه عصب دافع إلى باطن ونوم على استلَقاء وتخفيف غذاء وقلة حركة وإدامة تغميض فإن احتيج إلى معونة من الأدوية فشياف السماق.
وأما القوي منه فإن كان هناك مادة احتيج إلى تنقيتها من البدن والرأس بما تمري من المسهّلات والفصد والحجامة في الأخدعين والحقن الحارة.
وبالجملة فإن الإسهال من أنفع الأشياء لأصنافه وكذلك وضع المحاجم على القفا.
ويجب أن يدام التضميد في الابتداء بصوف مغموس في خلّ وتنطيل الوجه بماء بارد أو ماء ملح بارد وخصوصاً مطبوخاً فيه القابضات مثل قشور الرمان والعلّيق ومثل الخشخاش والهندبا وعصا الراعي فإن لم يكن عن امتلاء انتفع الجميع بهذا التدبير في كل وقت إن كان هناك امتلاء فيجب بعد الابتداء أن تحلل المادة وإن كان عن استرخاء فيجب أن يستعمل الأيارجات الكبار والغراغر والشمومات والبخورات المعروفة وبعد ذلك يستعمل القابضات المشددة.
وأما الذي عند الطلق فإن كان عن قلة سيلان دم النفاس أو فساد الجنين فإدرار الطمث وإخراج الجنين وإن كان عن الانضغاط فقط فالقوابض.
ومن الأدوية النافعة في النتوءوالجحوظ دقيق الباقلا بالورد والكندر وبياض البيض يضمد به وأيضاً نوى التمر المحرق مع السنبل جيّد للنتوء والجحوظ.

.فصل في غؤر العين وصغرها:

قد يكون ذلك في الحميّات وخصوصاً في السهرية وعقيب الاستفراغات والأرق والغم والهم.
والأرقية منها تكون العين فيها نعاسية ثقيلة عسرة الحركة في الجفن دون الحدقة وفي الغمّ ساكنة الحدقة.
وقد حكي أنه عرض لبعض الناس اختلاف الشقين في برد شديد وحر شديد فعرض للعين التي في الشقّ البارد غؤر وصغر فاعلم ذلك بجملته.

.فصل في الزرقة:

اعلم أن الزرقة تعرض إما بسبب في الطبقات وإما بسبب في الرطوبات.
والسبب في الرطوبات أنها إن كانت الجليدية منها كثيرة المقدار والبيضية صافية وقريبة الوضع إلى خارج ومعتدلة المقدار أو قليلته كانت العين زرقاء بسببها إن لم يكن من الطبقة منازعة وإن كانت الرطوبات كَدِرة أو الجليدية قليلة والِبيضية كثيرة أظلم إظلام الماء الغمر أو كانت الجليدية غائرة كانت العين كحلاء.
والسبب في الطبقات هو في العتبيّة فإنها إن كانت سوداء كانت العين بسببها كحلاء وإن كانت زرقاء صيرت العين زرقاء.
والعنبيّة تصير زرقاء إما لعدم النضج مثل النبات فإنه أول ما ينبت لا يكون ظاهر الصبغ بل يكون إلى البيض ثم أنها مع النضج تخضر ولهذا السبب تكون عيون الأطفال زرقاً وشهلاً وهذه زرقة تكون عن رطوبة بالغة.
وإما لتحلّل الرطوبة التي يتبعها الصبغ إذا كانت نضيجة جداً مثل النبات عندما تتحلّل رطوبته يأخذ يبيضّ وهذه والمرضى تشهل أعينهم والمشايخ لهذا السبب لأن المشايخ تكثر فيهم الرطوبة الغريبة وتتحلّل الغريزية وإما أن يكون ذلك لون وقع في الخلقة ليس لأن العنبية صار إليها بعد ما لم يكن وقد يكون لصفاء الرطوبة التي منها خلقت وقد يكون لإحدى الآفتين إذا عرضت في أول الخلقة ويعرف ذلك بجودة البصر ورداءته.
فالزرقة منها طبيعية ومنها عارضة والشهلة تحدث من اجتماع أسباب الكحل وأسباب الزرقة.
فيتركب فنها شيء بين الكحل والزرقة وهو الشهلة وإن كانت الشهلة للنارية على ما ظنه أمبادقلس لكانت العين الزرقاء مضروُرة لفقدانها النارية التي هي آلة البصر وبعض الكحل يقصر عن الزرق في الإبصار إذا لم يكن الزرق لا آفة.
والسبب فيه أن الكحل الذي يكون بسبب البيضية يمنع نفوذ أشباح الألوان بالبياض لمضادته للأشفاق ومثل الذي يكون لكدورة الرطوبة وكذلك إن كان السبب كثرة الرطوبة فإنها إذا كانت كثيرة أيضاً لم تجب إلى حركة التحديق والخروج إلى قدام إجابة يُعْتَدُّ بها.
وإذا كانت العين زرقاء بسبب قلّة الرطوبة البيضية كانت أبصر بالليل وفي الظلمة منها بالنهار لما يعرض من تحريك الضوء للمادة القليلة فتشغلها عن التبيّن فإن مثل هذه الحركة يعجز عن تبيُّن الأشياء كما يعجز عن تبيُّن ما في الظلمة بعد الضوء.
وأما الكحلاء بسبب الرطوبة فيكون بصرها بالليل أقلّ بسبب أن ذلك يحتاج إلى تحديق وتحريك للمادة إلى خارج والمادة الكثيرة تكون أعصى من المعالجات: قد جرب الاكتحال ببنج مجفف يطبخ في الماء حتى يصير كالعسل ويكتحل به أو يؤخذ إثمد أصفهاني وزن ثلاثة دراهم لؤلؤ دراهم مسك وكافور من كل واحد وزن دانق دخان سراج الزيت أو الزنبق وزن درهمين زعفران درهم يجمع الجميع بالسحق ويستعمل.
والزعفران نفسه ودهنه مما يسوّد الحدقة وكذلك عصارة عنب الثعلب أو يؤخذ من عصارد الحسك وزن درهمين ومن العفص المسحوق وزن درهم نوى الزيتون المسودّ على الشجر ودهن السمسم غير مقشّر من كل واحد وزن درهم يطبخ بنار لينة ويكتحل به.
ومما جرّب أن يحرق البندق ويخلط بزيت ويمرخ به يافوخ الصبي الأزرق العين وأيضاً يدخل الميل في حنظلة رطبة ويكتحل به حتى قيل أن ذلك يسوّد حدقة السنور جداً وكذلك قشور الجلّوز مسحوقة منخولة ويؤخذ أقاقيا جزءاً مع سدس جزء من عفص يجمع ذلك بماء شقائق النعمان وعصارته ويتخذ منه قطور كذلك عصارة البنج وعصارة قشور الرمان وكذلك الظئر إذا كانت زنجية أو حبشية وترضع الصبي فتزول الزرقة.